الدليل الكامل لتشخيص وعلاج مرض البواسير
تعد البواسير من الحالات المرضية الجراحية التي يعاني منها الكثير من المواطنين نساءً ورجالاً، ومن الملاحظ أن المريض لا يراجع طبيبه إلاّ بعد تفاقم الحالة أو بعد حصول نوبات متكررة من ظهور الدم من المخرج أو بعد أن يبدأ المريض بالمعاناة من الألم في المنطقة الشرجية .
إن البواسير هي انتفاخات تحصل في شبكة الأوعية الدموية الوريدية لمنطقة الشرج، وغالباً ما تعاني هذه البواسير من التورمات والالتهابات والتجلطات وظهور الدم .
تعتبر البواسير من اكثر اضطرابات الشرج شيوعا والبواسير عبارة عن انتفاخات تحصل في شبكة الأوعية الدموية الوريدية لمنطقة الشرج، مع تدلي وبزوغ الأوردة المحيطة بالشرج إلى الخارج لذلك ممكن نسميها أيضا بدوالي الشرج .
وتشبه إلى حد ما دوالي أوردة الساقين إلا أنها تحدث في قناة الشرج. وممكن تقسيم البواسير حسب نوع الأوردة المتدلية إلى البواسير الخارجية و البواسير الداخلية .
البواسير الخارجية:
وسببها تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج ويمكن أن ترى البواسير الخارجية بسهولة كطّيات صغيرة لجلد مائل في لونه إلى البني وبارزة من حواف فتحة الشرج ولا تسبب البواسير الخارجية أعراض وممكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة وبعض التضيق أثناء التغوط ونادرا ما تسبب البواسير الخارجية نزيف دموي.
البواسير الداخلية:
وسببها بروز وتدلي الأوردة التي في بداية المستقيم إلى الخارج في قناة الشرج وهي تنقسم حسب شدة بروزها إلى عدة مراحل:
المرحلة الأولى:
وجود بواسير داخلية ولكنها لا تظهر أو تخرج خارج فتحة الشرج وقد يشتكي المريض فقط من نزول الدم عبر فتحة الشرج.
المرحلة الثانية:
وفيها تظهر الأوردة المتدلية خارج فتحة الشرج أثناء التغوط فقط ثم تعود ثانية إلى الداخل بعد انتهاء التغوط من تلقاء نفسها.
المرحلة الثالثة:
وهي تشبه الثانية إلا أن عودة الأوردة المتدلية بعد انتهاء عملية التغوط لا يكون من تلقاء نفسها وإنما يقوم الشخص بإعادتها بأصابعه.
المرحلة الرابعة:
وفيها تظهر البواسير الداخلية أي الأوردة المتدلية خارج فتحة الشرج ظهور دائم حتى في غير فترات التغوط .
وعموما فإن الآلية العامة لحصولها تنحصر في أن أي عرقلة لمسار الدم من هذه الأوردة ستؤدي الى تضخمها وبالتالي الى ظهورها على شكل الانتفاخات، هذه الانتفاخات نسميها ( البواسير ).
إن أسباب عرقلة مسار الدم في هذه الأوعية عديدة منها الضغط الحاصل عليها في منطقة الحوض ومثال ذلك الحمل أو السمنة المفرطة أو بعض الحالات المرضية التي يعاني منها المريض في منطقة البطن السفلى أو في الحوض ، وكذلك من الأسباب المعروفة للبواسير هي حالة الإمساك المزمن ، يضاف الى ذلك الإلتهابات المزمنة الموضعية وبعض التقرحات أو الجروح في المنطقة .
ويوجد نوعان من البواسير، بواسير داخلية وبواسير خارجية . إن البواسير حينما تكون ساكنة بلا أعراض فتعد طبيعية وغير مرضية .
إن أعراض البواسير بشكل عام هي ظهور الدم ، البروزات و الألم .
ولابد من أن نذكر أن ليس كل ظهور دم من المخرج يعني أن المريض يعاني من البواسير فهناك حالات عديدة تسبب ظهور الدم من المخرج وهذا من واجبات الطبيب الجراح الذي يشخص الحالة بالفحص السريري.
وعلى العموم فإن المألوف في ظهور الدم بسبب البواسير هو ذلك الدم الذي يراه المريض بعد أخراج البطن ( أي قضاء الحاجة ) ، إن ظهور الدم جراء البواسير نادرًا ما يسبب النزوفات الحادة وكذلك نادرًا ما يؤدي الى الأنيميا ـ فقر الدم ـ.
إن البواسير الداخلية والخارجية كلاهما ربما يبرزان الى الخارج وربما أيضاً يعودان الى وضعهما بالتدريج أو أن المريض يرجعهما بيده الى داخل المخرج .
إن البواسير ربما تتعرض الى التقرح أو التجلط وفي هذه الحالات فقط تصبح مؤلمة . إن هذه الآلام تتراوح بين البسيطة المحتملة الى المبرحة غير المحتملة .
أعراض البواسير الداخلية
- نزول دم متقطع عبر فتحة الشرج وخاصة إذا كان البراز كبير وخشن.
- ما يفرق البواسير الداخلية عن القطع الشرجي والذي فيهما قد يكون هناك نزول دم عبر فتحة الشرج هو أن البواسير الداخلية لا تسبب ألم بينما يسبب القطع الشرجي ألم شديد يبدأ مع عملية التغوط ويستمر لساعات بعدها .
- في المراحل الثالثة والثانية والرابعة يري الشخص ويحس ظهور وتدلي الأوردة خارج فتحة الشرج.
وهناك بعض الأعراض الخاصة بالبواسير الداخلية مثل ظهور إفرازات مخرجية، وكذلك إحساس المريض بعدم اكتمال الأخراج ويبقى يشعر بحاجته الى المرافق الصحية، أما في حالة البواسير الخارجية فالمريض يعاني من الصعوبة بتنظيف المنطقة الشرجية.
ولابد من الإشارة الى أن الحرقة في منطقة الشرج هي أحد أعراض البواسير ولكن الحكة الشرجية ليست من أعراض البواسير .
أسباب البواسير
في أحيانا كثيرة لا يوجد سبب مباشر للبواسير إلا أن هناك أساب وعوامل قد تساعد على ظهور البواسير منها:
- عندما تتعرض الأوردة الداخلية حول الشرج إلى ضغط بطني داخلي كما هو الحال مثلا في السمنة وأثناء الحمل.
- الشدّ أثناء التغوط وقضاء وقت طويل أثناء عملية التغوط
- نمط حياة يتخللها فترات جلوس طويلة
- الإفراط في استعمال الملينات
- من المحتمل أن يكون هناك أيضا عامل وراثي وراء ظهور البواسير
التشخيص والعلاج
إن تشخيص البواسير يتم بالفحص السريري للمريض وربما أحياناً يحتاج الطبيب الى الفحص بالناظور .
أما علاجها فيتم استنادًا الى الحالة نفسها وذلك بالاعتماد على الوضع الذي يحضر به المريض الى طبيبه، فكثير من الأخوة المرضى يراجعون الطبيب بعد فترة طويلة من بداية الحالة المرضية، وهذا ليس صحيحًا فنحن ننصح بضرورة مراجعة الطبيب الجراح المختص حال شعور المريض بالأعراض .
إن العلاج يتلخص بإزالة أسباب ظهور البواسير، مثلاً معالجة الإمساك، وكذلك معالجة الحالات الإلتهابية التي تتعرض لها المنطقة الشرجية، ويميل الأطباء الى استخدام العلاج الدوائي قبل اللجوء الى العلاج الجراحي فربما يحتاج الطبيب الى وصف بعض المراهم المخدّرة لتخفيف آلام مريضه.
إن الإهتمام بمعالجة الإمساك يعد أحد أهم الخطوات التي يتبعها الأطباء حيث ينصحون بالتغذية الجيدة وأهم مصادر الغذاء التي تساعد في معالجة الإمساك هي الألياف، والألياف موجودة في قشور الحنطة وكذلك في الفاكهة والخيار والخس وغيرها من المواد الغذائية، كما ويوصي الأطباء بتناول كميات وافرة من الماء وكذلك بمزاولة الرياضة كنصائح مهمة في معالجة الإمساك.
ويضطر الطبيب المعالج الى استخدام الملينات في بعض الحالات التي تسبب الآلام للمريض جراء الإمساك .
إن معالجة الإلتهابات الطارئة التي تحدث تعد من أولويات خطوات العلاج، ولابد من أن نذكر أن الإلتهابات غالبًا ما تحصل للمنطقة الشرجية والتي تعاني من البواسير وذلك بسبب طبيعة المنطقة.
أما التداخل الجراحي فيعمد له الأطباء بعد أن يستنفذوا وسائل العلاج الدوائي.
إن غالبية المرضى يتهيبون من إجراء العملية وذلك لوجود قناعات خاطئة لديهم، ومن هذه القناعات أن العملية مؤلمة، أو أن البواسير ستعاود الظهور ..الخ.
إن العمليات الجراحية الحديثة المتبعة في معالجة البواسير في الوقت الحاضر عن طريق الليزر تختلف عن تلك التي كانت تُجرى في السابق، ولم تعد التكنولوجيا أو طرائق التعامل مع حالة البواسير بالنمط القديم نفسه وإنما حصل تطور كبير ورائع بل ومذهل في بعض الأحيان في كيفية معالجة المريض من هذه التورمات المزعجة والمؤلمة.
وعليه فلم يعد المريض يعاني من آلام ما بعد العملية كما في السابق وكذلك فإن نسبة عودة هذه التورمات أصبحت في تناقص واضح، واليكم توضيح لطرق معالجة البواسير بالتفصيل.
الجراحة التقليدية
العملية الجراحية التقليدية هي عبارة عن استئصال البواسير وتتبع جذرها في القناة الشرجية إلى الداخل، أي أن القطع يبدأ من منطقة الجلد الحساس للألم، وذلك ما يسبب آلاما شديدة بعد العملية قد تستمر أكثر من شهر.
وقد وجدت تقنيات كثيرة للتخفيف من هذه الأعراض مثل استخدام الليزر للقطع مما يسرّع عملية الالتحام ويقلل الشعور بالألم رغم وجوده وكذلك هناك طرق استخدام القاطع الجراحي الحراري والأشعة التلفزيونية (المعتمدة على الموجات فوق الصوتية) القاطعة وغيرها والتي تتبع نفس الفكرة القديمة وتطورها.
ومن أهم مشكلات هذه العملية الألم المصاحب لها والجروح الخارجية التي تحتاج إلى فترة لكي تلتئم، إضافة إلى استئصال الوسادات الشرجية المهمة، عدم القدرة على التبرز بسهولة بعد العملية نتيجة الألم والنزيف، وطبعا هناك احتمال كبير لعدم التحكم بالبراز وخروج الهواء، الاحتياج للمسكنات بكمية كبيرة وعدم القدرة على الرجوع للحياة الطبيعية بسهولة.
هنالك أيضا طريقة حقن أو ربط الأوعية الدموية من جذورها الأساسية ثم خياطة الجزء المترهل داخليا بمساعدة الأشعة التليفزيونية، وهي تقنية حديثة أيضا لكنها صعبة تقنيا نوعا ما وقد تعطي إحساسا بامتلاء المستقيم من الداخل لأنها لا تستأصله بل ترفع السقوط إلى الداخل بخيوط جراحية.
تقنية حديثة
وهي تستخدم طريقة مختلفة لإجراء الجراحة، بفهم طريقة حدوث المرض وأسباب المضاعفات التي تحدث من العملية التقليدية وتتفاداها قدر الإمكان، ويرمز إليها بـrocedure for prolapse and hemorrhoids (pph). أي أنها «طريقة علاج التدلي، أو السقوط، والبواسير».
وتعتمد هذه العملية على استخدام جهاز مثل الدباسة، طويل (pph) لكي يتمكن من الدخول إلى منطقة العملية داخل القناة الشرجية بسهولة وتتم العملية في المنطقة العليا التي لا يكون فيها إحساس بالألم وتسحب الأوردة والشرايين من أصولها لداخل الدباسة مع غشائها المخاطي حيث يقوم الجهاز برفع الجزء الساقط من الغشاء المخاطي مع الأوعية التي تحته وتدبس المنطقة في نفس الوقت بضربة واحدة فقط بالدباسة المذكورة (منطقة العملية هي نحو 6 سم من فتحة الشرج) بشكل دائري من جميع النواحي ليعمل عملية رفع للبواسير الشرجية الساقطة وكذلك الغشاء المخاطي للمستقيم إضافة إلى تدبيس الأوعية الدموية الرئيسية المسببة للبواسير مما يؤدي إلى نتيجة مذهلة بعد خروج الدباسة مباشرة ويظهر عندها كأن فتحة الشرج طبيعية جدا ولا يوجد بها أي جروح سوى خدوش بسيطة قد تحدث في أثناء دخول الأجهزة، وهي شيء لا يذكر.
مضاعفات قليلة
يمكن أن تسمى هذه العملية «عملية تجميل لفتحة الشرج» لأنها كذلك، وهي في منطقة خارج الألم وتعالج كل الجهات الدائرية مرة واحدة ولا تصيب العضلات المتحكمة في البراز ولا الوسادات الشرجية وبالتالي فهي تتجاوز مضاعفات العمليات السابقة وسلسة إجراءاتها وبخاصة مع الخبرة الطويلة ولا تستغرق أكثر من 10 ـ 15 دقيقة فقط وربما أقل.
ثم إن نتائجها مذهلة وتكون بعد العملية مباشرة، إضافة إلى أنه بعد العملية ليس هناك ألم يُذكر، إلا ألما ضئيلا، وعادة يختفي بعد 2 ـ 5 أيام، أما عن التخدير فهو إما كلي وإما نصفي، ووجدنا أن التخدير النصفي أكثر إيجابية وفعالية حتى بعد العملية.
وهذه العملية تمارَس في دول أوروبا منذ نحو 15 ـ 20 سنة، أما في أميركا فقد تمت التوصية بها في الاجتماع العالمي الأميركي للجراحين سنة 2007 باعتبارها تقنية حديثة آمنة ونتائجها مبشرة جدا، ويعتقد أنها سوف تكون الطريقة المثلى لإجراء عمليات البواسير مستقبلا.
أسئلة شائعة .. حول البواسير
هل تعود البواسير بعد العملية؟
مهما كانت طريقة إجراء العملية، فيمكن للبواسير أن تتكون من جديد إذا عادت الأسباب التي أوضحناها سابقا، لأنها في النهاية أوعية دموية وشعيرات متضخمة ومتمددة والأوعية الدموية موجودة كغذاء الخلايا الحية وبالتالي يمكن أن تحدث طبعا كأي عملية تقليدية بعد فترة من الزمن إذا عادت أو استمرت الأسباب.
وحتى الآن لا توجد دراسات واضحة ومقبولة تقارن بين العملية التقليدية وهذه العملية من ناحية عودة البواسير، إلا أن هذه العملية بلا شك تسيطر تماما على البواسير، ومن ناحية الألم فإنها تكاد تكون معجزة مقارنة بالطريقة التقليدية.
وماذا عن البواسير الخارجية في منطقة الجلد؟
إن الجزء الخارجي من البواسير الداخلية سوف يتم رفعة أوتوماتيكيا بالجهاز نفسه ويُقطع تجميليا وكذلك جزء كبير من البواسير الخارجية، ولكن في حقيقة الأمر فإن البواسير الخارجية في حد ذاتها غير مضرة ولا تحدث مشكلات معها، إلا نادرا، كالتجلط.
تعد البواسير من الحالات المرضية الجراحية التي يعاني منها الكثير من المواطنين نساءً ورجالاً، ومن الملاحظ أن المريض لا يراجع طبيبه إلاّ بعد تفاقم الحالة أو بعد حصول نوبات متكررة من ظهور الدم من المخرج أو بعد أن يبدأ المريض بالمعاناة من الألم في المنطقة الشرجية .
إن البواسير هي انتفاخات تحصل في شبكة الأوعية الدموية الوريدية لمنطقة الشرج، وغالباً ما تعاني هذه البواسير من التورمات والالتهابات والتجلطات وظهور الدم .
تعتبر البواسير من اكثر اضطرابات الشرج شيوعا والبواسير عبارة عن انتفاخات تحصل في شبكة الأوعية الدموية الوريدية لمنطقة الشرج، مع تدلي وبزوغ الأوردة المحيطة بالشرج إلى الخارج لذلك ممكن نسميها أيضا بدوالي الشرج .
وتشبه إلى حد ما دوالي أوردة الساقين إلا أنها تحدث في قناة الشرج. وممكن تقسيم البواسير حسب نوع الأوردة المتدلية إلى البواسير الخارجية و البواسير الداخلية .
البواسير الخارجية:
وسببها تدلي وبروز الأوردة التي تحيط بالشرج من الخارج ويمكن أن ترى البواسير الخارجية بسهولة كطّيات صغيرة لجلد مائل في لونه إلى البني وبارزة من حواف فتحة الشرج ولا تسبب البواسير الخارجية أعراض وممكن أن تؤدي إلى حكة خفيفة وبعض التضيق أثناء التغوط ونادرا ما تسبب البواسير الخارجية نزيف دموي.
البواسير الداخلية:
وسببها بروز وتدلي الأوردة التي في بداية المستقيم إلى الخارج في قناة الشرج وهي تنقسم حسب شدة بروزها إلى عدة مراحل:
المرحلة الأولى:
وجود بواسير داخلية ولكنها لا تظهر أو تخرج خارج فتحة الشرج وقد يشتكي المريض فقط من نزول الدم عبر فتحة الشرج.
المرحلة الثانية:
وفيها تظهر الأوردة المتدلية خارج فتحة الشرج أثناء التغوط فقط ثم تعود ثانية إلى الداخل بعد انتهاء التغوط من تلقاء نفسها.
المرحلة الثالثة:
وهي تشبه الثانية إلا أن عودة الأوردة المتدلية بعد انتهاء عملية التغوط لا يكون من تلقاء نفسها وإنما يقوم الشخص بإعادتها بأصابعه.
المرحلة الرابعة:
وفيها تظهر البواسير الداخلية أي الأوردة المتدلية خارج فتحة الشرج ظهور دائم حتى في غير فترات التغوط .
وعموما فإن الآلية العامة لحصولها تنحصر في أن أي عرقلة لمسار الدم من هذه الأوردة ستؤدي الى تضخمها وبالتالي الى ظهورها على شكل الانتفاخات، هذه الانتفاخات نسميها ( البواسير ).
إن أسباب عرقلة مسار الدم في هذه الأوعية عديدة منها الضغط الحاصل عليها في منطقة الحوض ومثال ذلك الحمل أو السمنة المفرطة أو بعض الحالات المرضية التي يعاني منها المريض في منطقة البطن السفلى أو في الحوض ، وكذلك من الأسباب المعروفة للبواسير هي حالة الإمساك المزمن ، يضاف الى ذلك الإلتهابات المزمنة الموضعية وبعض التقرحات أو الجروح في المنطقة .
ويوجد نوعان من البواسير، بواسير داخلية وبواسير خارجية . إن البواسير حينما تكون ساكنة بلا أعراض فتعد طبيعية وغير مرضية .
إن أعراض البواسير بشكل عام هي ظهور الدم ، البروزات و الألم .
ولابد من أن نذكر أن ليس كل ظهور دم من المخرج يعني أن المريض يعاني من البواسير فهناك حالات عديدة تسبب ظهور الدم من المخرج وهذا من واجبات الطبيب الجراح الذي يشخص الحالة بالفحص السريري.
وعلى العموم فإن المألوف في ظهور الدم بسبب البواسير هو ذلك الدم الذي يراه المريض بعد أخراج البطن ( أي قضاء الحاجة ) ، إن ظهور الدم جراء البواسير نادرًا ما يسبب النزوفات الحادة وكذلك نادرًا ما يؤدي الى الأنيميا ـ فقر الدم ـ.
إن البواسير الداخلية والخارجية كلاهما ربما يبرزان الى الخارج وربما أيضاً يعودان الى وضعهما بالتدريج أو أن المريض يرجعهما بيده الى داخل المخرج .
إن البواسير ربما تتعرض الى التقرح أو التجلط وفي هذه الحالات فقط تصبح مؤلمة . إن هذه الآلام تتراوح بين البسيطة المحتملة الى المبرحة غير المحتملة .
أعراض البواسير الداخلية
- نزول دم متقطع عبر فتحة الشرج وخاصة إذا كان البراز كبير وخشن.
- ما يفرق البواسير الداخلية عن القطع الشرجي والذي فيهما قد يكون هناك نزول دم عبر فتحة الشرج هو أن البواسير الداخلية لا تسبب ألم بينما يسبب القطع الشرجي ألم شديد يبدأ مع عملية التغوط ويستمر لساعات بعدها .
- في المراحل الثالثة والثانية والرابعة يري الشخص ويحس ظهور وتدلي الأوردة خارج فتحة الشرج.
وهناك بعض الأعراض الخاصة بالبواسير الداخلية مثل ظهور إفرازات مخرجية، وكذلك إحساس المريض بعدم اكتمال الأخراج ويبقى يشعر بحاجته الى المرافق الصحية، أما في حالة البواسير الخارجية فالمريض يعاني من الصعوبة بتنظيف المنطقة الشرجية.
ولابد من الإشارة الى أن الحرقة في منطقة الشرج هي أحد أعراض البواسير ولكن الحكة الشرجية ليست من أعراض البواسير .
أسباب البواسير
في أحيانا كثيرة لا يوجد سبب مباشر للبواسير إلا أن هناك أساب وعوامل قد تساعد على ظهور البواسير منها:
- عندما تتعرض الأوردة الداخلية حول الشرج إلى ضغط بطني داخلي كما هو الحال مثلا في السمنة وأثناء الحمل.
- الشدّ أثناء التغوط وقضاء وقت طويل أثناء عملية التغوط
- نمط حياة يتخللها فترات جلوس طويلة
- الإفراط في استعمال الملينات
- من المحتمل أن يكون هناك أيضا عامل وراثي وراء ظهور البواسير
التشخيص والعلاج
إن تشخيص البواسير يتم بالفحص السريري للمريض وربما أحياناً يحتاج الطبيب الى الفحص بالناظور .
أما علاجها فيتم استنادًا الى الحالة نفسها وذلك بالاعتماد على الوضع الذي يحضر به المريض الى طبيبه، فكثير من الأخوة المرضى يراجعون الطبيب بعد فترة طويلة من بداية الحالة المرضية، وهذا ليس صحيحًا فنحن ننصح بضرورة مراجعة الطبيب الجراح المختص حال شعور المريض بالأعراض .
إن العلاج يتلخص بإزالة أسباب ظهور البواسير، مثلاً معالجة الإمساك، وكذلك معالجة الحالات الإلتهابية التي تتعرض لها المنطقة الشرجية، ويميل الأطباء الى استخدام العلاج الدوائي قبل اللجوء الى العلاج الجراحي فربما يحتاج الطبيب الى وصف بعض المراهم المخدّرة لتخفيف آلام مريضه.
إن الإهتمام بمعالجة الإمساك يعد أحد أهم الخطوات التي يتبعها الأطباء حيث ينصحون بالتغذية الجيدة وأهم مصادر الغذاء التي تساعد في معالجة الإمساك هي الألياف، والألياف موجودة في قشور الحنطة وكذلك في الفاكهة والخيار والخس وغيرها من المواد الغذائية، كما ويوصي الأطباء بتناول كميات وافرة من الماء وكذلك بمزاولة الرياضة كنصائح مهمة في معالجة الإمساك.
ويضطر الطبيب المعالج الى استخدام الملينات في بعض الحالات التي تسبب الآلام للمريض جراء الإمساك .
إن معالجة الإلتهابات الطارئة التي تحدث تعد من أولويات خطوات العلاج، ولابد من أن نذكر أن الإلتهابات غالبًا ما تحصل للمنطقة الشرجية والتي تعاني من البواسير وذلك بسبب طبيعة المنطقة.
أما التداخل الجراحي فيعمد له الأطباء بعد أن يستنفذوا وسائل العلاج الدوائي.
إن غالبية المرضى يتهيبون من إجراء العملية وذلك لوجود قناعات خاطئة لديهم، ومن هذه القناعات أن العملية مؤلمة، أو أن البواسير ستعاود الظهور ..الخ.
إن العمليات الجراحية الحديثة المتبعة في معالجة البواسير في الوقت الحاضر عن طريق الليزر تختلف عن تلك التي كانت تُجرى في السابق، ولم تعد التكنولوجيا أو طرائق التعامل مع حالة البواسير بالنمط القديم نفسه وإنما حصل تطور كبير ورائع بل ومذهل في بعض الأحيان في كيفية معالجة المريض من هذه التورمات المزعجة والمؤلمة.
وعليه فلم يعد المريض يعاني من آلام ما بعد العملية كما في السابق وكذلك فإن نسبة عودة هذه التورمات أصبحت في تناقص واضح، واليكم توضيح لطرق معالجة البواسير بالتفصيل.
الجراحة التقليدية
العملية الجراحية التقليدية هي عبارة عن استئصال البواسير وتتبع جذرها في القناة الشرجية إلى الداخل، أي أن القطع يبدأ من منطقة الجلد الحساس للألم، وذلك ما يسبب آلاما شديدة بعد العملية قد تستمر أكثر من شهر.
وقد وجدت تقنيات كثيرة للتخفيف من هذه الأعراض مثل استخدام الليزر للقطع مما يسرّع عملية الالتحام ويقلل الشعور بالألم رغم وجوده وكذلك هناك طرق استخدام القاطع الجراحي الحراري والأشعة التلفزيونية (المعتمدة على الموجات فوق الصوتية) القاطعة وغيرها والتي تتبع نفس الفكرة القديمة وتطورها.
ومن أهم مشكلات هذه العملية الألم المصاحب لها والجروح الخارجية التي تحتاج إلى فترة لكي تلتئم، إضافة إلى استئصال الوسادات الشرجية المهمة، عدم القدرة على التبرز بسهولة بعد العملية نتيجة الألم والنزيف، وطبعا هناك احتمال كبير لعدم التحكم بالبراز وخروج الهواء، الاحتياج للمسكنات بكمية كبيرة وعدم القدرة على الرجوع للحياة الطبيعية بسهولة.
هنالك أيضا طريقة حقن أو ربط الأوعية الدموية من جذورها الأساسية ثم خياطة الجزء المترهل داخليا بمساعدة الأشعة التليفزيونية، وهي تقنية حديثة أيضا لكنها صعبة تقنيا نوعا ما وقد تعطي إحساسا بامتلاء المستقيم من الداخل لأنها لا تستأصله بل ترفع السقوط إلى الداخل بخيوط جراحية.
تقنية حديثة
وهي تستخدم طريقة مختلفة لإجراء الجراحة، بفهم طريقة حدوث المرض وأسباب المضاعفات التي تحدث من العملية التقليدية وتتفاداها قدر الإمكان، ويرمز إليها بـrocedure for prolapse and hemorrhoids (pph). أي أنها «طريقة علاج التدلي، أو السقوط، والبواسير».
وتعتمد هذه العملية على استخدام جهاز مثل الدباسة، طويل (pph) لكي يتمكن من الدخول إلى منطقة العملية داخل القناة الشرجية بسهولة وتتم العملية في المنطقة العليا التي لا يكون فيها إحساس بالألم وتسحب الأوردة والشرايين من أصولها لداخل الدباسة مع غشائها المخاطي حيث يقوم الجهاز برفع الجزء الساقط من الغشاء المخاطي مع الأوعية التي تحته وتدبس المنطقة في نفس الوقت بضربة واحدة فقط بالدباسة المذكورة (منطقة العملية هي نحو 6 سم من فتحة الشرج) بشكل دائري من جميع النواحي ليعمل عملية رفع للبواسير الشرجية الساقطة وكذلك الغشاء المخاطي للمستقيم إضافة إلى تدبيس الأوعية الدموية الرئيسية المسببة للبواسير مما يؤدي إلى نتيجة مذهلة بعد خروج الدباسة مباشرة ويظهر عندها كأن فتحة الشرج طبيعية جدا ولا يوجد بها أي جروح سوى خدوش بسيطة قد تحدث في أثناء دخول الأجهزة، وهي شيء لا يذكر.
مضاعفات قليلة
يمكن أن تسمى هذه العملية «عملية تجميل لفتحة الشرج» لأنها كذلك، وهي في منطقة خارج الألم وتعالج كل الجهات الدائرية مرة واحدة ولا تصيب العضلات المتحكمة في البراز ولا الوسادات الشرجية وبالتالي فهي تتجاوز مضاعفات العمليات السابقة وسلسة إجراءاتها وبخاصة مع الخبرة الطويلة ولا تستغرق أكثر من 10 ـ 15 دقيقة فقط وربما أقل.
ثم إن نتائجها مذهلة وتكون بعد العملية مباشرة، إضافة إلى أنه بعد العملية ليس هناك ألم يُذكر، إلا ألما ضئيلا، وعادة يختفي بعد 2 ـ 5 أيام، أما عن التخدير فهو إما كلي وإما نصفي، ووجدنا أن التخدير النصفي أكثر إيجابية وفعالية حتى بعد العملية.
وهذه العملية تمارَس في دول أوروبا منذ نحو 15 ـ 20 سنة، أما في أميركا فقد تمت التوصية بها في الاجتماع العالمي الأميركي للجراحين سنة 2007 باعتبارها تقنية حديثة آمنة ونتائجها مبشرة جدا، ويعتقد أنها سوف تكون الطريقة المثلى لإجراء عمليات البواسير مستقبلا.
أسئلة شائعة .. حول البواسير
هل تعود البواسير بعد العملية؟
مهما كانت طريقة إجراء العملية، فيمكن للبواسير أن تتكون من جديد إذا عادت الأسباب التي أوضحناها سابقا، لأنها في النهاية أوعية دموية وشعيرات متضخمة ومتمددة والأوعية الدموية موجودة كغذاء الخلايا الحية وبالتالي يمكن أن تحدث طبعا كأي عملية تقليدية بعد فترة من الزمن إذا عادت أو استمرت الأسباب.
وحتى الآن لا توجد دراسات واضحة ومقبولة تقارن بين العملية التقليدية وهذه العملية من ناحية عودة البواسير، إلا أن هذه العملية بلا شك تسيطر تماما على البواسير، ومن ناحية الألم فإنها تكاد تكون معجزة مقارنة بالطريقة التقليدية.
وماذا عن البواسير الخارجية في منطقة الجلد؟
إن الجزء الخارجي من البواسير الداخلية سوف يتم رفعة أوتوماتيكيا بالجهاز نفسه ويُقطع تجميليا وكذلك جزء كبير من البواسير الخارجية، ولكن في حقيقة الأمر فإن البواسير الخارجية في حد ذاتها غير مضرة ولا تحدث مشكلات معها، إلا نادرا، كالتجلط.